إن وجود جمعيات خيرية عالمية تساعد المحتاجين في مختلف أنحاء العالم من أسمى مهام الانسانية، حيث يعاني الملايين من الفقراء و المحتاجين عبر العالم من افتقارها إلى احتياجاتهم الأساسية من مأكل ومشرب ودواء!
هل سألت نفسك يوما كم عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع ؟ يوجد حوالى ما يزيد عن 821 مليون شخص وفقا لتقرير برنامج الأغذية العالمي؟! أي حوالي 11% من سكان العالم!
إن ما يواجهه المحتاجين في مختلف أنحاء العالم من تحديات وصعوبات يمثل الكثير من المعاناة الإنسانية في الحصول على أبسط حقوق الإنسان، لذلك تأتي هنا أهمية وجود مؤسسات خيرية عالمية تساعد المحتاجين في مختلف بقاع الأرض.
ما هي التحديات التي يواجهها المحتاجين في مختلف أنحاء العالم ؟
الجوع وسوء التغذية
يساهم وجود جمعيات خيرية عالمية تساعد المحتاجين في مختلف أنحاء العالم بشكل كبير في القضاء على الجوع حيث يعد الجوع وسوء التغذية من أبرز التحديات التي يواجهها المحتاجين حول العالم، حيث يفتقر الملايين من الأشخاص إلى الحصول على كمية كافية من الطعام الصحي والمغذي، مما يؤدي إلى نقص الفيتامينات والعناصر الغذائية الأساسية مما يؤدي في النهاية الى تأثيرات صحية خطيرة ومزمنة على الكبار والأطفال.
الفقر المدقع
يعيش الملايين من الأشخاص حول العالم في فقر مدقع، حيث لا يتوفر لديهم الدخل الكافي لتلبية احتياجاتهم الأساسية كالغذاء ، والمأوى، والرعاية الصحية، والتعليم.
لا يقتصر الأمر على ذلك بل يعمل الفقر المدقع على تعزيز دائرة الفقر، حيث يكون من الصعب على الأفراد المحتاجين الخروج من هذه الحالة بسبب قلة الفرص المتاحة لهم.
نقص المياه النظيفة والصرف الصحي
يواجه الكثير من المحتاجين حول العالم من صعوبة في الوصول إلى المياه النظيفة والصرف الصحي، حيث يضطر الكثير من الأشخاص الى الاعتماد على مصادر غير آمنة للمياه، مما يزيد من خطر الإصابة بالأمراض المنقولة عن طريق المياه مثل الإسهال والكوليرا، مما يؤثر في النهاية على الصحة العامة والرفاهية، ويعوق التنمية المستدامة في المجتمعات المتضررة.
التعليم والفرص المحدودة
يعاني الكثير من الأطفال في المناطق المحرومة من فرص التعليم الجيد، حيث يتعرضون للعديد من العوائق مثل قلة المدارس والمعلمين المؤهلين، وارتفاع تكاليف التعليم مما يؤثر في النهاية على فرص تعليم الأطفال في المستقبل.
تأثير التغير المناخي
لن يقتصر الأمر على الجوع و الدواء والماء فقط! بل يعد التغير المناخي تحديًا كبيرًا يؤثر على المحتاجين بشكل كبير حيث يؤدي هذا التغير إلى زيادة مشكلات الجوع وسوء التغذية، خاصة في المناطق الأكثر عرضة للكوارث الطبيعية وتغيرات الطقس المفاجئة، حيث يتسبب التغير المناخي في انخفاض إنتاجية الزراعة وتدهور الموارد الطبيعية، مما يؤثر على الأمن الغذائي والاستدامة البيئية.
النزاعات والكوارث الطبيعية
بالطبع لا يمكننا أن نغفل عن دور الحروب والكوارث الطبيعية في زيادة معاناة المحتاجين حول العالم فعلى الرغم من وجود جمعيات خيرية عالمية تساعد المحتاجين إلا أن الحروب والزلازل يمكنها في لحظة تدمير البنية التحتية و الموارد الأساسية مما يجعل من الصعب تلبية احتياجات الأشخاص المتضررين، بالإضافة إلى ذلك، تتسبب الكوارث الطبيعية في خسائر بشرية ومادية جسيمة، وتعرض الأشخاص لخطر النزوح القسري وفقدان المأوى والإمدادات الأساسية.
أهمية وجود جمعيات خيرية عالمية تساعد المحتاجين
تلعب الجمعيات الخيرية العالمية دورا هاما في مساعدة المحتاجين على مستوى عالمي.
إليك بعض الأسباب التي تبرز أهمية وجود هذه الجمعيات:
توفير المساعدة الإنسانية
تعمل الجمعيات الخيرية العالمية على توفير المساعدة الإنسانية للأفراد الذين يعانون من الفقر والحاجة، حيث تقدم لهم المساعدات في شكل الغذاء والمأوى والرعاية الصحية والمياه النظيفة والصرف الصحي والتعليم وغيرها من الاحتياجات الأساسية.
التنمية المستدامة
تكمن أهمية وجود الجمعيات الخيرية في مختلف أنحاء العالم إلى تنفيذ مشاريع التنمية المستدامة التي تهدف إلى تحسين ظروف المحتاجين على المدى الطويل و تشمل تطوير البنية التحتية، وتعزيز الأمن الغذائي، وتعليم المهارات، وتمكين المرأة، وتنمية القدرات المحلية، وتعزيز الاستدامة البيئية التي تسعى جميع المنظمات الإنسانية لتحقيقها.
الوعي والتثقيف
تلعب الجمعيات الخيرية العالمية دورًا هامًا في زيادة الوعي والتثقيف حول قضايا المحتاجين والتحديات التي يواجهونها حيث تساهم في نشر المعلومات وتوعية الناس حول حقوق الإنسان والتنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية، وتشجيع المجتمعات على المساهمة والمشاركة لحل قضايا هؤلاء المحتاجين.
الاستجابة للكوارث
لا يقتصر دور الجمعيات الخيرية العالمية في توفير الغذاء والدواء والماء فقط! بل تلعب الجمعيات الخيرية دورًا حيويًا في استجابة الطوارئ والكوارث الطبيعية والنزاعات المسلحة، حيث توفر هذه الجمعيات المساعدات الطارئة للمتضررين، مثل الإيواء والمياه والغذاء والرعاية الصحية، وتساهم في إعادة بناء المجتمعات المتضررة وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي للمتضررين.
تواصل وتعاون عالمي
تكمن أهمية وجود الجمعيات الخيرية العالمية في تعزيز التعاون والتنسيق بين الدول والمنظمات المختلفة حيث يعمل ذلك على تبادل المعرفة والخبرات والممارسات الجيدة لتحقيق أكبر فعالية في تقديم المساعدة وتحقيق الأهداف المشتركة.
أمثلة على جمعيات خيرية عالمية تساعد المحتاجين
منظمة الغذاء العالمي
تعمل “منظمة الغذاء العالمي” على مكافحة الجوع مما جعلها من ضمن أهم المنظمات الخيرية العالمية حيث تقدم الغذاء لأكثر من 91 مليون شخص في 83 دولة، كما تعمل على تعزيز الأمن الغذائي من خلال زيادة الإنتاجية الزراعية وتحسين الوصول إلى الغذاء، و محاربة سوء التغذية من خلال تعزيز التغذية وتحسين صحة الإنسان.
الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر
يعد الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر شبكة إنسانية عالمية حيث يجمع أكثر من 16 مليون متطوع في أكثر من 191 دولة.
تعمل جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر لمساعدة الأشخاص المتضررين من الكوارث الطبيعية والنزاعات المسلحة والأمراض والكوارث الأخرى.
اليونيسف
تعد اليونيسف منظمة عالمية تعمل بلا كلل لحماية حقوق الأطفال حول العالم، وتوفير التعليم والرعاية الصحية لهم و قد ساعدت اليونيسيف على إنقاذ حياة أكثر من 90 مليون طفل.
و تُعد اليونيسيف أكبر مُوَرّد الأغذية العلاجية الجاهزة للاستعمال، وهي عبارة عن عجينة غنية بالبروتين يمكن أن تجعل الطفل الذي يعاني من سوء التغذية يسترد عافيته في غضون أسابيع.
يتم توزيع هذه الأغذية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في المناطق التي تعاني من النزاعات والكوارث الطبيعية.
منظمة الإغاثة الإسلامية
تأسست الإغاثة الإسلامية عام 1984، وهي منظمة خيرية دولية غير حكومية تعمل في مجال الإغاثة العاجلة وتنمية الشعوب، حيث تعمل في أكثر من 44 دولة حول العالم مما جعلها من ضمن أهم جمعيات خيرية عالمية تساعد المحتاجين حيث تقدم مجموعة واسعة من المساعدات الإنسانية للأشخاص المتضررين من الكوارث الطبيعية والنزاعات المسلحة والأمراض والكوارث الأخرى.
كما تعمل على تنمية المجتمعات الفقيرة من خلال برامج التعليم والصحة والبنية التحتية.
جهود مؤسسة غيث كمؤسسة خيرية في مساعدة المحتاجين في مصر
تتعدد المؤسسات الخيرية في مختلف أنحاء العالم من أجل مساعدة الملايين من الفقراء و المحتاجين فمثلا في مصر نجد مؤسسة غيث والتي تعد واحدة من أفضل المؤسسات الخيرية، فإذا كنت تبحث عن أرقام جمعيات خيرية تساعد المحتاجين في مصر فلن تجد أفضل من مؤسسة غيث والتي تواصل إثبات التزامها العميق تجاه تحسين حياة الفقراء والمحتاجين يومًا بعد يوم، من خلال سلسلة من المبادرات والأنشطة المبتكرة التي تهدف إلى التخفيف من معاناة الأقل حظًا وتعزيز ظروفهم المعيشية.
نجد، على سبيل المثال، مبادرة “ظلال” التي تسعى لتغطية المنازل دون سقف لحماية السكان من قسوة الشتاء والأمطار. وهناك أيضًا حملة “فرحة بشنطة”، التي تقوم بتجهيز الأطفال الفقراء في المناطق النائية بالأدوات والمستلزمات الدراسية الضرورية، إلى جانب العديد من الحملات الأخرى لتوفير الدعم المادي، الصحي، والنفسي للفقراء والمحتاجين، لتأسيس حياة كريمة ومستقبل مزدهر لهم.
في النهاية، لا أحد ينكر أهمية وجود جمعيات خيرية عالمية تساعد المحتاجين، فهذه الجمعيات تلعب دورًا حيويًا في تحسين حياة الملايين من الأشخاص حول العالم. حيث توفر لهم الغذاء والمأوى والملبس والتعليم والرعاية الصحية كما أنها تساهم في مكافحة الفقر والمرض والجوع.
ولكن، لا يمكن للجمعيات الخيرية تحقيق أهدافها دون دعم الأفراد والشركات. فكل شخص قادر على المساهمة في العمل الخيري، حتى لو كان بمبلغ بسيط، فحتى العملة الواحدة يمكن أن تصنع فرقًا كبيرًا في حياة شخص محتاج.
فلا تتردد بأي مجهود ولو بسيط وساهم في إحداث فرق في العالم.