في واحدة من الجلسات المميزة ضمن فعاليات مؤتمر غيث لتمكين الشباب ذوي الإعاقة، انعقدت جلسة بعنوان:
“التكامل بين رؤية الدولة والمؤسسات الأهلية لتمكين الشباب ذوي الإعاقة.”
شهدت الجلسة توافقًا واسعًا بين الحضور على أن تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة لم يعد مسؤولية جهة بعينها، بل هو واجب مشترك بين مؤسسات الدولة والقطاع الأهلي، يتطلب رؤية موحدة وخطة متكاملة تبدأ من التعليم المبكر وتمر بالتأهيل والرعاية وتنتهي بالتشغيل والدمج المجتمعي.
أشارت أ/ هبة زيدان، رئيس قطاع الشراكات بمؤسسة غيث للتنمية المجتمعية، إلى أن الشراكة الفعالة تبدأ من فهم حقيقي لاحتياجات الشباب، وأن المؤسسات الأهلية تلعب دورًا محوريًا في تنفيذ الدور المجتمعي والمسؤولية المجتمعية لشركات القطاعين العام والخاص.
كما أكدت على دعم وتوطيد العلاقات مع شركاء النجاح لمؤسسة غيث، إلى جانب العمل على إضافة شراكات جديدة مع جهات دولية وشركات عالمية خلال الفترة القادمة، لدعم منحة “ارتقاء”، التي تهدف إلى تدريب وتوظيف خريجيها وتمكينهم اقتصاديًا.
وأكد أ/ محمد الكيلاني، مسؤول ملف ذوي الإعاقة بالتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، على ضرورة وجود رؤية موحدة، مشيرًا إلى أن مشاركته في المؤتمر تمثل فرصة حقيقية لدعم ملف ذوي الإعاقة وتعزيز الاهتمام به على مستوى وطني.
وأوضحت أ/ ولاء سالم، مدير مشاريع بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن التمكين الرقمي أصبح عنصرًا أساسيًا في دمج ذوي الإعاقة بسوق العمل، مشيرة إلى جهود وزارة الاتصالات في توفير برامج تدريب تكنولوجي وتأهيل رقمي مخصصة لهذه الفئة.
وأكدت د/ علياء أحمد، المدير التنفيذي لمؤسسة داون المصرية، أن التمكين لا يقتصر على الجانب المهني، بل يشمل أيضًا التعليم والدعم النفسي والاجتماعي، مشددة على أن اختلاف ذوي الإعاقة هو ميزة تميزهم وليس عقبة تعيقهم أو وصمة تُنقص من شأنهم.
كما تحدثت م/ علياء صالح، مدير إدارة التدريب وريادة الأعمال بمبادرة “حياة كريمة”، عن أهمية تمكين الشباب ذوي الإعاقة اقتصاديًا من خلال التدريب المهني وبرامج ريادة الأعمال. وأكدت على أن “حياة كريمة” تسعى لخلق فرص حقيقية ومستدامة للشباب عبر برامج متكاملة تركز على التأهيل والتمكين والدعم الفني، مع العمل على تحفيز ثقافة ريادة الأعمال كمسار بديل وواعد.
واختتم د/ مصطفى عطية، خبير الدمج المجتمعي، بالحديث عن أهمية بناء بيئة دامجة ترتكز على الوعي وتغيير السياسات لضمان مشاركة حقيقية لذوي الإعاقة، مشيرًا إلى أن هذه الفترة تُعد “فترة ذهبية” من حيث توافر الفرص والدعم لهذا الملف على مختلف المستويات.
الجلسة أبرزت أن التمكين الحقيقي لا يتحقق إلا من خلال شراكة جادة وتكامل فعلي بين كل الأطراف المعنية.
