بسم الله الرحمن الرحيم (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ). نجد أن الله سبحانه وتعالى حثنا في الكثير من الآيات القرآنية عن مساعدة الفقراء والمساكين يوضح لنا مدى فضل مساعدة الفقراء في الإسلام وثوابها العظيم، وأثر ذلك على الفرد والمجتمع.
حيث لا يوجد في الحياة أقسى على الإنسان من الفقر والاحتياج، أن يجد نفسه غير قادر على تلبية احتياجاته الأساسية من مأكل وملبس ومسكن ودواء، أن يجد نفسه غير قادر على تلقي الرعاية الصحية التي يحتاجها نظرا لظروفه المادية البسيطة أو ضيق المعيشة وان لا ينال حظا وافرا من حقوقه في الحياة.
وتعد مساعدة الفقراء واحدة من أعظم العبادات عند الله حيث تندرج تحت قضاء حوائج الناس لقول الرسول عليه الصلاة والسلام “فمن سار في قضاء حوائج الناس قضى الله -عز وجل- حوائجه” وفي حديث آخر “من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة”
مما يوضح لنا عظم وفضل مساعدة الفقراء وكيف يؤثر هذا في إحداث فرق في حياة الفقراء وضمان حياة كريمة لهم وخلق روح المحبة والسلام بين أفراد المجتمع.
فضل مساعدة الفقراء في الإسلام
تتجلى أهمية مساعدة الفقراء في الإسلام في العديد من النصوص الدينية والأحاديث النبوية. حيث تشمل الأدلة الرئيسية على فضل مساعدة الفقراء في الإسلام ما يلي:
- القرآن الكريم : يحتوي القرآن الكريم على الكثير من الآيات القرآنية التي تحث على رعاية الفقراء والمحتاجين مما يوضح لنا اهمية هذه الرعاية وأجرها العظيم في الإسلام.
- الزكاة: وهي ثالث ركن من أركان الإسلام وتعتبر واحدة من أهم طرق مساعدة الفقراء في الإسلام. حيث تُعد الزكاة فرضًا واجبًا على كل مسلم، وتُؤخَذ من ثرواتهم ومقدارها معين بنسبة محددة. و يتم توزيع الزكاة على الفقراء والمحتاجين والمساكين والمؤجرين وغيرهم من الفئات المستحقة.
- الصدقة: الصدقة هي أيضًا واحدة من أهم أعمال الخير في الإسلام. حيث تشمل الصدقة كل نوع من أنواع المساعدة التي يُقدمها المسلمون للفقراء والمحتاجين سواء كانت مساعدة مادية او مساعدة في مأكل أو ملبس وغيرها من الإحتياجات التي قد يحتاجها بعض الفقراء و المحتاجين.
- الإحسان والمعروف: يحث الإسلام على فعل الإحسان والمعروف للفقراء والمحتاجين. حيث يُحث المسلمون على تقديم الدعم والمساعدة للآخرين بكل أشكال الخير والإحسان، سواء كان ذلك من خلال توفير الغذاء والمأوى والملابس أو بتقديم النصح والدعم العاطفي.
- الوقف: الوقف هو نوع آخر من المساعدة المالية في الإسلام، حيث يتم تخصيص ممتلكات معينة للمؤسسات الخيرية أو الأعمال الخيرية وتُستخدم عائداتها لتلبية احتياجات الفقراء والمحتاجين.
ان فضل مساعدة الفقراء و أثرها لا يقتصر على الأفراد فقط، بل تعد رعاية الفقراء امرا ضروريا على الدولة و المؤسسات الخيرية فلا يستقيم مجتمع يشعر أفراده بالاحتياج لكل حقوقهم الاساسية!
دور المؤسسات الخيرية في مساعدة الفقراء
تلعب المؤسسات الخيرية دورا حيويا في مساعدة الفقراء وتخفيف معاناتهم وذلك من خلال الآتي:
- توفير الاحتياجات الأساسية: تعمل المؤسسات الخيرية على توفير الاحتياجات الأساسية للفقراء، مثل الغذاء والمأوى والملبس. حيث يتم توزيع المواد والمساعدات بشكل منتظم للأفراد والأسر المحتاجة مما يساهم في تلبية احتياجاتهم اليومية وتحسين ظروفهم المعيشية.
- تقديم الرعاية الصحية: توفر المؤسسات الخيرية الرعاية الصحية للفقراء الذين يفتقرون إلى الوسائل المالية للحصول على العلاج اللازم. حيث توفر المؤسسات الخيرية خدمات طبية مجانية أو بتكاليف مخفضة، بما في ذلك الفحوصات الطبية والعلاجات الأساسية والأدوية.
- توفير التعليم والتدريب: تعتبر المؤسسات الخيرية مصدرا هاما للتعليم والتدريب للفقراء. حيث تقدم لهم فرصا للحصول على تعليم جيد وتطوير المهارات. يمكن أن تشمل هذه الجهود إقامة مدارس ومراكز تعليمية، وتوفير منح دراسية، وتدريبات مهنية لتعزيز قدرات الفقراء وزيادة فرصهم الوظيفية.
- دعم الأعمال الصغيرة والمشاريع الاجتماعية: تساهم المؤسسات الخيرية في تمكين الفقراء من خلال دعم إنشاء الأعمال الصغيرة والمشاريع الاجتماعية. وتقدم لهم التمويل والتدريب والاستشارات للفقراء الذين يرغبون في بدء عملهم الخاص أو توسيعه.
- التوعية والتأثير: تدرك المؤسسات الخيرية فضل مساعدة الفقراء جيدا، لذلك تعمل على زيادة الوعي بقضية الفقر وتأثيرها على المجتمع. حيث تقدم هذه المؤسسات معلومات وإحصاءات حول الفقر، وتروج لتبني حلول مستدامة للقضاء على الفقر وتحسين الظروف المعيشية.
جهود مؤسسة غيث في رعاية الفقراء والمحتاجين
تدرك مؤسسة غيث فضل مساعدة الفقراء وتنادى دوما بضرورة تقديم الدعم والرعاية الصحية لهم حيث تعمل غيث على توفير كافة الاحتياجات الأساسية لهؤلاء الأفراد، وتوفير الرعاية الصحية والدعم المادي لهم.
كما قامت غيث مؤخرا بالكثير من الحملات التي تخدم هذا الهدف مثل حملة “فرحة بشنطة“ بهدف توفير كافة المستلزمات الدراسية للأطفال الفقراء في القرى والمناطق النائية، كما تنادى غيث دوما الكثير من الأفراد للتطوع معها من أجل توفير حياة كريمة لهؤلاء الفقراء وتحسين ظروفهم المعيشية وتحقيق تنمية مجتمعية مستدامة.
وبرغم من كل هذه الجهود التي تبذلها غيث والمؤسسات الخيرية إلا أنهم وحدهم لا يستطيعون القيام بهذا الدور دون دعم الدولة ومساندتها حيث تلعب الدولة الدور الأساسي في تحقيق العدالة الاجتماعية وتحسين أوضاع الفقراء من خلال الكثير من السياسات والقرارات التي تتبناها.
دور الدولة في مساعدة الفقراء
يمكن للدولة أن تتبنى سياسات وبرامج تهدف إلى تحسين أوضاع الفقراء وتوفير الحماية الاجتماعية لهم. وذلك من خلال بعض النقاط:
- وضع السياسات الاجتماعية: تنبني الدولة سياسات وبرامج اجتماعية تستهدف الفقراء والمحتاجين. يتم ذلك من خلال وضع إطار قانوني وتنظيمي يهدف إلى توفير الحماية الاجتماعية وتحقيق التوازن بين الفئات المختلفة في المجتمع.
- توفير المساعدات المالية: تقوم الدولة بتوفير المساعدات المالية المباشرة للفقراء والمحتاجين. وتنادى دوما بضرورة فضل مساعدة الفقراء وتشمل هذه المساعدات والإعانات النقدية الشهرية، والمنح الخاصة والأسر المعسرة، والمساعدة في توفير المسكن والتغذية والرعاية الصحية.
- إنشاء برامج التأهيل والتوظيف: تعمل الدولة على إنشاء برامج التأهيل المهني والتوظيف للفقراء والعاطلين عن العمل. تتضمن هذه البرامج توفير التدريب المهني والتعليم المهني، وتسهيل فرص العمل، وتشجيع إقامة المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
- توفير الخدمات العامة: تتضمن دور الدولة أيضا توفير الخدمات العامة التي تعود بالفائدة على الفقراء والمحتاجين. وتشمل هذه الخدمات التعليم العام، والرعاية الصحية، والإسكان الاجتماعي، والمرافق العامة مثل المياه والصرف الصحي.
- تشجيع التنمية الاقتصادية: من خلال تعزيز التنمية الاقتصادية، يمكن للدولة خلق فرص عمل جديدة وتحسين الظروف المعيشية للفقراء. تشمل هذه الجهود تشجيع الاستثمار وتوفير البنية التحتية اللازمة، وتنمية القطاعات الاقتصادية ذات الصلة بتوفير فرص العمل.
- مكافحة الفساد والظلم الاجتماعي: يعتبر مكافحة الفساد والظلم الاجتماعي من أهم أدوار الدولة في مساعدة الفقراء. يجب على الدولة تنفيذ سياسات عادلة ومنع التلاعب بالموارد والفرص، مما يساهم في توزيع الثروة بشكل أكثر عدالة وتقليل الفجوة بين الطبقات الاجتماعية.
تطوع معنا ونِل ثواب الخير
إن تطوعك معنا لمساعدة الفقراء يعكس التزامك بقيم ديننا الحنيف وتعاليم رسولنا الكريم، والتي حثت على فضل مساعدة الفقراء وأثر ذلك على الفرد والمجتمع. إن الاستجابة لنداء المساعدة والتطوع لدعم الفقراء يساعدنا في تقديم يد العون والدعم للأشخاص الذين يعانون من الفقر، ونساهم في تحسين حياتهم وتوفير فرص أفضل لهم.
بالتعاون المشترك والتطوع، نستطيع أن نصبح وسيلة للتغيير الإيجابي في المجتمع وأن نمنح الأمل للفقراء ونعزز مكانتهم في المجتمع. كل ما عليك هو الدخول إلى موقعنا وملء استمارة تطوع معنا وابدأ معنا رحلة التغيير وتحقيق الخير والعدالة الاجتماعية التي نسعى لها.
في النهاية، نجد أن فضل مساعدة الفقراء أمرا لا يمكن إغفاله في حياتنا. فعندما نمد يد المساعدة للفقراء، فإننا نمد يد الرحمة والرفق والعطاء. إن ما نقدمه للفقراء ليس مجرد مساعدة مادية فحسب، بل هو بناء جسور من الأمل والتغيير في حياة أفضل تتوفر فيها كافة احتياجاتهم وحقوقهم الأساسية.
قد يكون لمساعدتنا الصغيرة وتطوعك معنا، تأثير كبير على حياة هؤلاء الأفراد وعائلاتهم، وقد تكون بذلك سبب في إحداث فرق في حياتهم وتحسين ظروفهم المعيشية والحياتية مما يؤدي في النهاية إلى العدالة الاجتماعية والتنمية المجتمعية المستدامة التي نسعى دائما لها.